اليوم هو الحياة الحقيقية والآن هو أكثرها دقة وعمقا في الحقيقة , أنت شاهدا حاضر على ما تراه وتسمعه وتشمه وتنطق به وتلمسه انها البوابات المتعددة لتلقي الحقائق الحاضرة ... حواسك ملكك او مسئوليتك او ربما أدواتك المؤقتة حتى تنتهي رحلتك الى مسار جديد لم يعيشه ايا منا بعد ...
الآن حقيقة تصبح في اقل من الثواني في عهدة الماضي , ونقول : كانت هنا وأصبحت هناك ..
من جرّب ان يعيش اللحظة الراهنة اكتشف كمّ العواصف الوقتية التى يتنقل بينها ار بما هي أمواج عاليه تضرب في كل اتجاهات ممكنة بحجة الاستكشاف والعيش في الخبرة , الخبرة العشوائية , وهل هناك خبرة منتظمة مدروسة ؟ غالبا نعم أنها تلك التى توحي بها أعماقك بأمر من عالمك الداخلي وبسياسة خاصة من بصيرتك التى اسميها شخصيا نور الله في صدرك ..
في الآن لا مشكلة لا وهم لا فوضى لا اضطراب لا تردد , بل وعي وادراك وملاحظة ومتابعة واستيعاب كم كبير من التفاصيل لا يدركها من يعيش في البعدين الماضي او المستقبل , هل هذا يعني ان الآن لها سلطة قوية واثار عظيمة ؟ بلاشك كل الخير فيها ولكنها لم تكن ضمن سياق البرمجة الأسرية او المجتمعية لعدد كبير بل لأجيال ممتدة من البشر , وتدفق وتسارع التطور التقني جرف المتأملين الى مسار السرعة لمواكبة الأحداث , أصبحنا نلهث خلف الأحداث ولا نعيشها , لأن العيش فيها بمهارة الوعي بتفاصيلها مكلفة ادراكيا تخرجنا من رتابة البرمجة الى صداع الانتباه او كما يظن المبرمجون تجاه العيش في اللحظة , بل يراها البعض انها لحظة سلحفاتية يتأخر معها كل شئ ويتخلف الانسان بسببها عن الركب , من يعيش الآن يعيش حقيقته , هذا ما شعرت به أنا , تجربتي مع التسارع والعيش في الزمن انهكت انتباهي وذاكرتي وجعلتني أعيش فوضى الهوس بالجديد والنهم المتواصل لأكون في المقدمة مهما كان الثمن حتى لو كان صحتي .. تشافيت بسبب العيش في اللحظة هنا والآن .. اهداني الخالق عزوجل ثمن عيشي في التسارع الزمني لأنهك واعجز عن الجري من جديد حتى انتبه والاحظ النتيجة التى خرجت بها , وهل كانت تستحق هذا التدافع العظيم نحو هدف الاولوية , فحصدت خيرات الوعي بالكثير مما ينقصني , أدركت معنى الرزق المحفوظ , أدركت ماهو القدر بمفهومي الشخصي وبدرجة الوعي التى تناسبني , أدركت ثمن الاستمتاع والتلذذ بجمال التفاصيل فباتت من أعلى القيم لدي , قدم الكثيرين لي المساعدة دون علمهم بل اختياري الناتج عن الوعي المرتفع هو من تولى زمام الأمور وصمّم لي برنامج استشفاء راقي المستوى , أنعم الله علي بالتعرف على عالمي الداخلي الذي كلما تفقدت مكنوناته غرقت به أكثر وزاد فضولي ورغبتي في المزيد , ادركت اين نختلف عن بعضنا البعض وماذا يخصني من كل ثروات يمكن ان احصل عليها , ما لدى الناس يخصهم وما يخصني محفوظ ومتوفر لي بكثرة ولكن يجب ان انصت لبوصلتي الداخلية , وأنفذ ما تأمرني به لأصل في الوقت المناسب وأكتشف احتياجي واشبع رغباتي بأنسب الطرق لي لا لغيري ...
الحديث عن قوة الآن لا ينتهي وذائقته لا تختفي ,, اترقب نفسي لأقدمها دورة ثرية ينتفع بها الآخرين كما انتفعت انا بها ,, فمن أقوى عاداتي نقل ونشر المعلومات النافعة للغير غير أني قللت من تقديمها لمن لا يطلبها لا يتحمس لها لم يدرك أهميتها بعد ,, احتراما وتقديرا لمسار قدر هذا الانسان .. لكل منا قدر هو بحاجه لاستكشافه ولا يملك الا عمرا واحدا فلا يهدره في مدافعة أقدار الاخرين والتيه بينها لأنها لم تكن له ولا تناسبه .... لبنى