اسعد الله وعينا بمستجدات تتناسب مع احتياجاته متى تحررنا من قيد الاطار الذي لا يلائم مفهوم الحرية الحقيقية ..
مفهوم الحرية الذي تدرج وعيي الشخصي للوصول اليه هو الحرية بالله ومع الله وهذا لم يتحقق من تجاربي الشخصية الا بالتعرف على الله واثاره في احوال متعددة والمجهر الرئيسي فيه هو التأمل والتفكر ..
لعلي اغوص اعمق وابسط مما نسرده في فوضى كلامنا الذي يختلط فيه الفكر مع الشعور وينزعج منه السلوك حين يظهر ردات فعل تجعلنا متفاجئين من انفسنا علما ان الافكار هي افكارنا والمشاعر هي مشاعرنا .. يا ترى لماذا اذن نتفاجأ ؟
ببساطة وليس بهشاشة وسطحية اقول تفاجأنا لأن وعينا قد سكن في برمجة الاخرين لنا والذي جعلنا عبارة عن قوالب ضخمة من العادات الاستهلاكية في التفكير وحتى في المشاعر وبطبيعة الحال في السلوك .. فالسلوك هو المترجم البارز لنتاج الفكر والشعور ..
ولعلي اعود الى لب الحديث من البرمجة الى الحرية ..
البرمجة تحدث بفعل تكرار بث معين يصل الينا من المحيطات الخارجية بكل انواعها ودهشة اشكالها .. كما ان البرمجة ايضا لها لون داخلي تصنعه عاداتنا بوعي منا او بدون وعي .. وفي الغالب تبدأ بوعي ثم تصبح في اللاوعي فنمارسها وكأننا مغيبين الى ان يطرق الوعي طارق خير او شر فنصحو من ذلك البيات اللاوعي بفعل العادات ... ولأننا أحرار بذات المعنى الحقيقي الذي ذكرناه مسبقا فإننا نبشر انفسنا عبر الايمان العميق بأن المؤمن امره كله خير ... وهذه من نعم الحرية المنبثقة من معرفة الله ... الم اقل لكم ان الحرية الحقيقية بالله ومع الله ...
ولأن طريق الحرية طويل وكبير ولا ينتهي فهو يؤدي الى الله وانى لنا ان ننتهي من طريق لا ينتهي ولا ندرك بقصورنا مداه بل ان لذته تذهب العقل لينطفئ في عمق المشاعر ويخبو ولا يبقى الا الانكسار بين يدي الله .. لأن الحق قوي ولا شئ اقوى من ذلك ..
جعل الله لنا سيناريو مخصص من القدر كل انسان يعيش قدره ودوره العجيب في الحياة بإشراف مباشر من خالقه ... نعم هل سمعت ما قلت اقصد هل قرأت ما كتبت حتى انا تفاجأت بما كتبت .. نعم ان الله يشرف علينا في كل حين وفي كل تقلبات الحياة يريد ان يؤكد لنا اننا أحرار رغم تعثرنا بمنابع الاستعباد المتجددة التي ينصبها " س " الى " ص " او " م " الى " ف " هي حروف رمزية لا تعني الا نتاج كثير من برمجة البشر لنا وبرمجتنا لهم , كل يريدك لنفسه الا الله يريدك لنفسك .. صياغة اخرى تريدك ان تكون سائر في طريق الحرية ولا طريق سواه ..
حين يستفرد بك طغيان الشعور وتجسيد الخيال فهو حتما يقود كيبوردك الى حيث يعبّر عنك ... وقد تقف مندهشا احيانا كيف كتبت هذه الكلمات ... ارادها الله في رصيدك ان تنطلق فقوى عزمك على صياغتها ..
كتبت هذه التدوينة لأنشر احد الاساليب التي اغالب فيها نفسي فتغلبني تارة واغلبها تارة اخرى ... اكتشفها فترغمني على امر لا امانع من فعله خصوصا اذا كان في نظري المتواضع هو ابتكار لحاجتي ومالي ومال الاخرين ... حين اعمل على اكتشاف نفسي فإنني اكشتف الاخرين من حيث لا ادري لكنني اصل اليهم من طرق قد تكون وعرة عليهم جعلها الله ميسرة لي لأنفع نفسي وغيري بها ... لن اطيل فلسفتي عليكم ... اردت ان اعمل على تأديب وعيي للتركيز فيما يجب ان اركز عليه فكان انني صممت جدولا اردت من نفسي ان تجعله بسيطا لا يرهق وعيي في تفاصيل تقودني الى تخبطات فكان ما كان وسترونه الان في الصورة التالية ويليه شرح توضيحي ..
الصورة السابقة توضح جدول يحمل عنوان وهو التاريخ , جدول يحوي اربع خانات .. العلوية منها مختصة بالافكار المتدفقة على مخيلتك والخانات السفلية مختصة بالاعمال التى انجزت , ثم اسفل الجدول يوجد عبارتين توقيع وتوصية ... يا ترى لماذا هذا الجدول مصمم بهذه الطريقة ؟
الجواب كالتالي :
غالبا نعاني خلال اليوم الواحد تداخل بين الافكار التي تزاحم وعينا لانها جميلة , مثيرة , جديدة , محفزة وغيرها من الاوصاف ... هذه الافكار تزاحم ما يجب ان نقوم بإنجازه من الاعمال والمهام , ونشعر بالحزن اذا ما خسرنا فكرة مهمة او تكاسلنا عن انجاز بعض المهام بسبب تشويش او انغماسنا في الافكار ... ليس بالضرورة الجميع على هذه الوتيرة ولكن هناك اغلبية تعاني من هذا الامر ..
فكرت ان أمنح عقلي ونفسي شئ من الراحه وعدم الشعور بالذنب ولأقلل من صوت الشخص البالغ الذي بداخلي ويسعى لتوبيخي على التأخر عن انجاز المهام بسبب تدفق الافكار اضافة الى نقطة مهمة الا وهي تقييم تدفق الافكار عندي خلال 24 ساعة هل هي فعلا افكار ام هي ثرثرة عقلية محفزها نفس الصوت البالغ للتوبيخ ... بمعنى صممت هذا الجدول لأعمل على ضبط هذا العالم الداخلي الذي يتحكم بأدائي ولا اتمكن من الجلوس معه وجها لوجه وكأنه انسان ...
نقطة جوهرية في هذا التصميم انه يدرب على الكتابة والتوثيق ومراجعة الحقائق من نفسي لنفسي فلو اهملت الكتابة والتدوين فحتما سأعرف ان لدي اشكالية تحتاج الانتباه .. قد تكون شبيهة بذلك الترس الصغير في ساعة الذي يعيق عملها ولا يعرف الاخر لب المشكلة فيتعامل معها ... اذن انا أولى بنفسي من عبث غيري بوعيي ... فحين اهرب من ملل الاعلام لشكل اخر من الاعلام انا لا اعالج مشكلتي بل اهرب من دفنها في موقع الى موقع او مكان اخر ..
ما اردته عبر هذا التصميم المبسط هو فحص نفسي بنفسي .. فحص وعيي وانتباهي واين ينصرف جهدي واين يهدر وقتي ..
الشرح بتفاصيل اكثر انني جعلت كلمة IDEA ملحقة بكلمة LIGHT للدلالة على فترة النهار ولأنني احب ان اكتبها بنكهة خاصة كما اريدها انا بدون ان يمليها علي غيري لأتبرمج على اختياراته التي احيانا لا تناسب ولا تنساب مع مستوى وعيي وثقافتي , ثم الحقت كلمة IDEA الاخرى بكلمة NIGHT للدلالة على الافكار التي ترد على مخيلتي في الليل , تلميحات بسيطة لي لا احتاج لشرح كثير لأفهمني .. لذا هذه الخانات هي تقييد للافكار المتدفقة على مخيلتي في النهار والليل وتؤثر في احداث يومي ..
كذلك الخانات السفلية ادرجت فيها نفس الكلمات السابقة ولكن مع جزئية المهام DONE TASK لأعرف ما انجزته بالنهار وما انجزته بالليل ..
اما اسفل الجدول فهناك Recommendation and signature التوصية والتوقيع , في نهاية اليوم اعطي نفسي توصية بناء على ما دونت طوال النهار والليل واوقع على ذلك كسلطة على نفسي ... انا افحص نفسي واحاسبها واقيمها واطورها ... هكذا سأعرف عن نفسي الكثير واحبها اكثر والطف بها اكثر واواجهها بلا قسوة او لين مزيف ...
هذا ما اردت ان اهديه لكم ... كما ان مشاركاتي في السناب شات متنوعة عميقة ولكنها ممكنة حيث انني جعلت من الشهر الحالي اكتوبر 2015 شهر فعل الاشياء الجديدة على نفسي حتى لو كانت قديمة على غيري وفريق كامل من الواعين يشاركوني التجارب كما شاركوني في شهر اوغست الذي خصصته لاحترام الاختلاف كسنة كونية وشهر سبتمبر الذي خصصته للملاحظة الشخصية وملاحظة الاخرين دون اصدار احكام ... كانت ولا زالت تجارب ننمو معها نحو الحرية الحقيقية الى الله ومعه جل جلاله ..
كتبت هذه التدوينة تزكية عن النعم التي انعم الله بها علي لينتفع بها غيري كما نفعت بها نفسي
تحياتي
لبنى القرعاوي
Twitter + Instgrame + Snapchat : @laq2011