الاثنين، 25 مايو 2015

تطوير الذات يعزز الأمن الوطني







تتعرض كثير من الدول لأشكال متعددة من الارهاب وهذا على نطاق واسع , فهل ينجو الفرد من صنوف الارهاب التي تشوّه حقيقته وتخدم مصالح غيره تحت مسميات عدة منها التغريب , البرمجة الاعلامية , التسطيح الفكري , الفوضى القيمية و غيرها من المسميات !

الاحداث الاخيرة في القديح في منطقة القطيف اثارت زوبعة اتهامات طائفية متبادلة الجميع يتنازع لأجل ان يثبت ان الاخر هو المسئول عن هذه الصورة الارهابية التي حدثت عبر التفجير وصراع الاثنين بسبب الحرص على أمن الوطن وتقديم الجناة الحقيقيون وليس اشبالهم الى العدالة ..

لو قربنا العدسة التأملية وركزناها على السبب والمثير الحقيقي لكل الارهاب الذي يحصل في كل مكان لوجدنا ان له مساس بذات الانسان وتطلعاته الايجابية او السلبية لتحقيق انجازات معينة من خلال التركيز على الهدف الشخصي دون الاكتراث لتبعات تحقيقه على حساب البشرية والمجتمعات ..

اذكر حين بدأت في طرق ابواب عالم تطوير الذات عبر القراءة والبحث عن اجابات لأسئلة سكنت اعماقي منذ الطفولة وقد وجدتها تتفتح امامي الابواب المعرفية عبر الدورات والمحاضرات والمدربين زاد نهمي لأعرف اكثر عن هذا العالم لأستطيع ان احكم عليه بنفسي عبر فكري وخبرتي , تساؤلاتي ودهشتي وتأملاتي , ازعج هذا الأمر بعض المسئولات في قطاع التعليم , لأنهم يجهلون ما أعلم سرحت بهن الظنون الى ابواب مغلقة عن الوعي وباتت صورتي الذهنية في عقولهم تحذر وتنبّه انها المسكينة منجرفة فيما يسمى والعياذ بالله بدورات تطوير الذات وتصديق الغرب وممارسة طقوسهم , بل وحلّق بهم خيالهم لأبعد من ذلك للتأكد من عقيدتي وكأنني من عبدة الشيطان او ساحرة كلامها يذهب العقل فتلوث عقول من حولها بالشركيات ... ( هذه حقائق عايشتها في وزارة التربية والتعليم لا خيال الفق به التهم لعقول تقاعدت عن العمل واخرى تم تقليدها مناصب اعلى ).

لكل تلك الجماعة التي تقوقعت على فكرها المنغلق اقول لقد فاتكم خير كثير , وخجلي من مراحلكم العمرية المتقدمة جعلني اكن لكنّ الاحترام والتمس لكنّ العذر فلا اسوء من صغير في العمر يتفوق على الكبير المكتنز بالخبرات ليخبره ان هناك عالم أكثر تأثير من خبراته القديمة واكثر سلاسة في حل المشكلات ونشر الايجابية , ادعو لهن بالتوفيق واسامحهن لأن في حياتي وصحيفة حبي لله أهداف كثيرة تغنيني عن محاسبتهن ..

يا ترى ماهو الرابط بين تطوير الذات والأمن في المجتمع والدولة ؟
تطوير الذات ذلك المصطلح الساحر في زمانه هو اهتمام بشري فكري يبدأ بالتساؤل ومظلة كبيرة تجمع تحتها الكثير من سلوكيات , اختيارات وقرارات البشر المصيرية احيانا , حين يُلح على عقلك سؤال يطرق بشدة على واحة راحتك وعالم استرخائك اللذيذ  فلا تصبح الدنيا في عينيك كما كانت بل تتوالى الثورات من كل حدب وصوب من ذاتك لعقلك لقلبك لروحك لكل ما فيك , وما علم الساكن بجوارك او الجالس بجانبك انك ثورة تتحرك في جسد يبدو ساكنا , انها الاسئلة يا سادة تلك القائدة التي تضرب بحضورها كل الطرق والسبل لتصل الى حيث تهدأ , حيث الجواب الشافي الذي يُهنأ منطق صاحبها برونق الوصول او الثبات على المسيرة في طرق متشعبة قد ترتبط في النهايات بوحدة الهدف وقد تتشعب اكثر ويتشتت معها وعي صاحبها ...

الاسئلة القائدة نهاياتها متنوعة وحين تتحقق يقع على عاتق صاحب الاسئلة ان يزن ويقيّم تلك النهايات هل هي نفعية ام كارثية وما بينهما من رمادية التمرحل التي قد تزداد نفعا او ضرا , فحين يسأل الطفل اقرب البشر اليه لأنه تعلم انهما أكثر الناس صدقا واهتماما به فلا يجرؤ بعد ان تبرمج بفعلهما على ان يسأل غيرهما , الوالدين اول المسئولين عن واقع ابنائهم ثم تليهم عوامل اخرى كثيرة ومتشابكة ومنها سلطة التعليم التي قد تبذر امور غير صالحة في محتواها او من يسرها لعقل الطالب او من عززها عبر الاختبار والتقييم , وهنا دوائر ثلاث هامة , المناهج وتقييم مستوى الطالب وهذه مسئولية وزارة التعليم , المعلم وفهمه لمهمة التعليم مع فهمه لذاته وتطويرها وكيف حقق ذلك , والدائرة الثالثة الأسرة التي كانت يوما ما في نفس السياق الذي يعيشه ابنها , وفي تداخل كل هذه الدوائر الثلاث يسكن الطفل ووعيه كل تبعات اختيار هؤلاء وما ينتج عنه يقع تحت مسئولية تلك الدوائر..

لو كان لي من الامر والسلطة شيء لجعلت مادة منهجية في كل المراحل الدراسية تحت مسمى تطوير الذات والمهارات , تبدأ بفهم الذات ثم استكشافها ثم تطويرها , ولو كانت من البدايات في رياض الاطفال فستكون سلسلة تربوية بنائية تجعل من ذوات الاطفال طلاب اليوم قادة الغد اسوياء اقرب للنجاح ومحاولاته من التخريب والافساد انتقاما من عدو يظنون انه مصدر الشقاء والعذاب في سائر مراحل حياتهم ..


حين يعلم الطفل ان له رب عظيم له قوة الكون بما فيه وانه من وهبه الحقوق وحدد له الواجبات عبر الانبياء والرسل الذين كانوا قادة اسوياء بين اقوامهم لتدريبهم على صلاح العيش والأمن في العقل والنفس والروح بدون تطفلات اجتهادية لزمرة وحيدة لا ترى العالم الى من زاويتها الوحيدة سيكون الطفل مستعد للعيش في الحياة مؤمنا بمنهجية التنوع والاختلاف واعيا لسنن الله الكونية وليس لسنن البشر الوضعية , حينها سيكون العالم بخير ورغم ذلك سيظل الخير والشر في صراع لأنها ايضا سنن كونية ,  لكن لنخبر البشر انهم احرار اولاً لأنهم عرفوا وفهموا الحرية من خالقها وليس من البشر , عرفوا ان الله هو التواب الرحيم وهو من يحدد شدة عقابه , وان الامر كله بيديه , ايقاظ العقل الحر المتأمل في شبابنا وفتياتنا في هذا السياق الان الذي يهدد أمن البشرية وليس فقط يهدد الوطن هو مسئوليتنا نحن , اولئك الذين كانوا في غفلة عن الحقيقة وبعد تفكيك البرمجة المختلة والمضطربة عثروا على الهداية الحرة التي لا تُقدس رجل دين او صاحب سلطة على حساب قداسة الله , الهداية الحرة هي البصيرة التي اشرقت في قلب المؤمن فلا يرى في قلبه الا الله ...







الاثنين، 18 مايو 2015

" أنت المجتمع بأكمله "









المجتمع منظومة قاعدتها الفرد " أنت " ومجموعة من القيم والنتائج ..

الفرد " أنت " المحرك لتلك القيم التي تحوي بداخلها القوانين الحاكمة والضابطة لأفعالك التى تتبعها نتائج واضحة محددة او معقدة مراوغة ..

اذا أمنت بأنك الفرد " أنت " الفاعل لكل مكونات المجتمع , اذن " أنت" منه وهو منك , وكل ما يرد في سياقه وأحداثه " أنت " المسئول عنه ..

" أنت " من أنجب السلالة التى تقود القوانين الى حيث تستقر القيم , وهي ذاتها التى تُقدم على الفعل الممدوح او تُراجع الفعل المذموم , لتُبقي النتائج صالحة بقدر الإمكان وتحافظ عليك من خلالها و " أنت " الذي علمتها السبيل الى كيف تكون , حيث " أنت " أنت وتكون هي " أنت " حيث لكلاكما ذات قائمة بحد ذاتها حتى تتقارب ويكون لها حضور وجدوى ومتابعة ومراجعة ..

حيث تكون " أنت " تنبض الحياة زرعا وحباً ومسئولية عظمى .. متى كنت " أنت " ذاتك أتفقت الشعوب على أن تكون ذاتها وسلالتك منها , ومتى اختلفت الشعوب في من تكون هي بذاتها ارتبكت سلالتك واضاعت الطريق , فلا تجدك الا متأخرة , وربما وقد أصبحت " أنت " حكيما لأنك عرفت ذاتك بمعزل عنها ثم عدت لها وعادت لك سلالتك .. وكل ما ترجو قوله لها : كوني " أنتِ " فهو الثمن الأعلى لوجود البشر , وحين يكون الانسان ذاته سيكون " مجتمعا بأكمله " عارفا بذاته..

اذا بدأت الرحلة من الذات وصل المجتمع الى هويته الدنيوية مؤقتا حتى اشعار اخر في عمق اخر ليجد ذاته العظمى في النهايات الاخيرة والحاسمة في ختام كل الاحداث الكونية ..


صدّق , او تبرمج ولو كذباً انك " أنت المجتمع بأكمله " والبقية ستشرع بالحدوث متوالية في القيم والنتائج  لأنك ستملك السلطة على ذاتك قبل سلالتك , السلطة النابضة بالحرية من الداخل ..


انتهى الكلام ..

ولم ينتهي التأمل..


لبنى