بطرح
سؤال مثير ستحصل على اكثر مما تريد .. 
وهذا ما
حدث حين طرحت سؤال مثير للتفكير والتفاعل في حسابي على سناب شات . السؤال كالتالي:
لو غابت
عنك مراقبة مجتمعك وقيوده ماهي اهم ثلاث افعال ستقدم على انجازها ؟
تصدرت الاجابات
التالية معظم اراء المتابعات:
1- خلع النقاب
2- خلع الحجاب
3- خلع العباءة 
4- السفر لوحدي
5- السكن لوحدي
6- التعرف على صداقات من
الجنس الاخر بحدود معينة 
بعد اعلان هذه
النتائج على المتابعين وتعليقي على حرية التساؤل حول كل ماورد في قائمة الاجابات ,
اتت ردود الافعال مختلفة:
- هناك من انطلقن للذود
عن الحجاب وانه ما لا يجب النقاش فيه ولا طرح اي سؤال حوله لاعتقادهن ان السؤال
والحوار حوله هو اعلان عن نزعه ..
- هناك من اعترفو انه
مورس في حقهم مصادرة طرح الاسئلة لاعتقاد ولاة امرهم انه بوابة للفساد ..
وحين علقت شخصيا ان
الانسان من حقه ان يتسائل وهذا منهج قراني كانت ردود البعض على الخاص: 
 ان التساؤل
لا يكون في امور محسومة شرعا وانما علينا التنفيذ بدون نقاش ..
هذه عينة لا تعكس حكم
عام على المجتمع لكنها وصلتني عبر شريحة البعض منها تتصف انها لا تقرأ او لا تمارس القراءة بشكل مستمر
ليرتفع منسوب الفلاتر الفكرية لديها بل هي تقرأ وفق متطلبات الحال الذي تعيشه ..
من الاجابات المميزة
التي حصلت عليها كانت التالية : 
( حينما قرأت السؤال ابتسمت وظننت انه خفيف لطيف ولكنني
اكتشفت انه بقدر بساطة امنياتي وانها مباحة الا انني اتحسر في كوني اعيش بطريقة
فرضتها علي اراء وقوالب اناس اخرين لا اعرفهم ولا يعرفوني ..)
من التعليقات الطريفة
التي اخبرتني عنها احدى العقليات النيرة  فيما يتعلق بأهمية طرح الاسئلة واثارة التفكير
والبحث عن الاجابات عبر القراءة وليست جاهزة من عقول تصدرها وفق اجنداتها الشخصية
..مايلي : 
( الموضة الجديدة
للكسالى تقول: لن اقرأ لأني اخاف على عقيدتي وديني ,, وهي في الواقع تخدع وتفضح
نفسها بهذه المقولة لأنها تدل على جهل متأصل وهشاشة عقلها وضعف ثقتها بنفسها
ووعيها ..) 
- وهناك
فئة صاغت جوابها على هيئة رأي يؤمن ان القيود ليست مجتمعية بل هي الرقابة الذاتية
لذلك هم لا يعتقدون ان المجتمع مقيد لحرياتهم .. ومن ذلك ما ذكرت طالبة دكتوراه من
ان المجتمع لا يقيدها فهي لم تلزم نفسها بعلاقات اجتماعية متشعبة وتقوم بممارسة ما
يسعدها وهي مثار تساؤل ممن حولها في نجاحها لما وصلت اليه رغم مسئوليات الامومة
وهي تعزي ذلك الى انها اعطت نفسها حقها وتستفيد من وقتها وهو ليس للمجاملات اما
الضابط لاختياراتها في حياتها هو الرقابة الذاتية وعلاقتها مع الله هي من تضع لها
الحدود وليس المجتمع .. 
لعلي هنا اطرح الاكثر تفاعلا وتباينا في الاجابات بشئ من التفصيل  وهي
المجموعة التي اعترفت بوجود القيود ولديها اشبه ما يكون بأجندة شخصية خفية تطمح
لتنفيذها فور غياب هذه القيود المجتمعية .. اليكم الامثلة :
- نساء يعتقدن ان النقاب والحجاب والعباءة هي قيود
اجتماعية بل البعض وصفها بأنها قيد عن احتضان الحياة والعيش بعفوية , هي قيود عن
ركوب الدراجة والاستمتاع بالهواء الطلق على حد تعبير احداهن ركوب الدراجة يحسسني
بالحياة , الاستمتاع بالمشي والهرولة والجري بحرية وعفوية ..
- بالمقابل هناك رجال ايضا ارادو التحرر من ارتداء ملابس
اظهار الهوية الخليجية مثل ( الشماغ والعقال ) وايدو ايضا رغبة النساء في الانطلاق
بالدراجات بكل عفوية في الشوارع .. 
- النساء المشاركات في الاجابة على السؤال ذكرن ايضا اهمية
قيادة السيارة والبعض حددن المدن اللاتي يرغب في قيادة السيارة فيها..
- السفر والترحال لأكثر من دولة ايضا كان من الطموحات
المدرجة في الاجندات الشخصية .. والسفر الفردي كان واضح المعالم هناك اكثر من
امرأة ترغب في السفر لوحدها لتخلو مع نفسها بعيدا عن كل المؤثرات .. مصافحة المارة
والغرباء بكل عفوية والتحدث معهم بدون توجس وخوف .. 
- النساء ايضا يرغبن في العيش والسكن بمفردهن .. هناك اكثر من
شخصية اكدت على رغبتها في الدراسة والعمل والسكن لوحدها..
- هناك من ذكرت رغبة دفينة لها ولازالت هاجسا ملحاً ان
تعمل كعارضة ازياء وتعترف ان مواصفاتها الجسدية الان غير ملائمة لكن هذا الطموح
لازال حاضر في اجندتها ..
- ومن السيدات المربيات من تنتظر زوال القيود والعيش بحرية
هي وبناتها بلا ولي او ولاية والسفر للعالم .. وتعليم اطفالهن الجيتار والبيانو بل
ان البعض لديهن طموح فتح معهد موسيقى في السعودية لو تحررت هي من القيود المجتمعية
.. واخرى تعتقد ان ظهورها في برنامج تلفزيوني بالمظهر الذي يناسبها هو غير مناسب
لمجتمعها حاليا لذلك هو طموح ينتظر التحقق في الوقت المناسب ..
- ومن الرجال من يطمح ان يصرح بما يجول في خاطره من افكار
يرغب ان يتحدث بحرية وانطلاقة بلا قيود مجتمعية تعيق انطلاقتها ..
- هناك نساء ذكرن انهن بلا قيود مجتمعية سيعيشون بشخصياتهم
الحقيقية لا المتوارية خلف النقاب ..
- ايضا هناك سيدة تشعر ان الجماعات الغير مسلمة لها حق
حرية التعبد عبر بناء الكنائس في مجتمعها المقيد لحرية المعتقد ..
- وهناك امرأة تريد ان تفتتح مقهى خاص تديره بنفسها وجميع
منتجاته من صناعتها وباشرافها الشخصي , وترغب في التواصل مع زبائنها بشكل مباشر
لتقف على كل تفاصيل مشروعها وتفاعل الناس مع ما تصنعه بكل اريحية وعفوية .. 
- هناك من ترغب في الغناء بصوت مسموع وبفرح .. واخرى ترغب
في الدخول في علاقة عاطفية .. وثالثة ترغب في سماع الاغاني بدون شعور بالذنب ..
- التحرر لدى البعض وصف بأنه التخلص من القيود والاحكام ..
- وفي زاوية الرغبة في التخلص من الولي والولاية ذكرت احداهن ان سبب
تلك الرغبة هو العيش بمفردها بشكل مستقل والسفر للدراسة والارتباط بشخص من جنسية
مختلفة تم رفضه من قبل اهلها على الرغم من انه شخص مناسب بالنسبة لها ..
ويبقى سؤال اخير : هل نحن مُقيدين بالمجتمع او نحن المُقيدين
للمجتمع ؟
تحياتي 
لبنى 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق