الاثنين، 23 مايو 2016

قبل ان تصبح مدرباً في التنمية البشرية





من خلال خبرتي الممتدة قرابة عمري بـأكمله والذي لا تعرفه رقمياً ولكن لك ان تبحث عنه في المصادر المناسبة في وزارة التربية والتعليم وعلى منصات التواصل الاجتماعي  حيث  تلتقي بمن التحقو معي في برامجي التدريبية المكثفة المباشرة وكانت كلها مخصصة للنساء في مراحل عمرية مختلفة , او عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتجدد المنصات التى عملت عليها بشكل مستمر للتواصل مع المتدربين والمتدربات الذي لا يقفون على عتبة قراءة كلمات مكتوبة برصانة او بزخرفة فلسفية بل ذهب البعض وهذا الأهم لأكثر من ذلك الى حيث يجب ان يكون المتعلم والمتدرب والعالِم والمُدرب في عالم السؤال ..

عمدت الى استخدام اسلوب التدريب المثير للتفكر والتساؤل والتحليل والتأمل والمزيد من الاكتشاف في كوامن الذات البشرية , منهجيتي في ذلك تراكمت عبر خبرات متعددة في التأمل منذ سنوات عمر طفولية مبكرة تلتها اسئلة ملّحه للعثور على اجابات عبر وسائل عدة :
 الوالدين , افراد الأسرة , المدرسة , الاقران ثم المجتمع ..
 الا ان رحلة التساؤل بطبيعتها لا تهدأ لذا قادتني الى القراءة التي لم تجد حظها الكافي والمحترم في التعليم العام ولا التعليم الجامعي فكان السبيل اليها عبر القراءة الحرّه والتى قادتني الى البحث عن المزيد من العلم لحضور الدورات التدريبية المتاحه قبل اكثر من عشر سنوات من عهدنا الحالي 2016 وتلك الدورات مع نهاية كل واحده منها ينفتح باب جديد للتساؤل ونهم معرفة المزيد من الخطوط العريضة الى السطور الدقيقة , فكانت القراءة الحرة وحضور الدورات التدريبية هما ادوات الساعة في ذلك الوقت , انتهى بي الحال الى تنوير مستمر لشخصي انعكس على اسرتي وابعد مما توقعت ان يقود الى التساؤل , عمّ الخير ارجاء عالمي فكانت التبعات الرسمية لذلك التساؤل هو التحول الوظيفي من التعليم العام الى التدريب في وزارة التربية والتعليم كمؤسس شريك في ادارة التدريب التربوي التي تحولت بفضل الله وحماس كادرها التدريبي الى بيت خبرة ومرجع لمنسوبات وزارة التربية والتعليم ومركز استشارات رافد لبعض الابحاث العلمية , العمل التدريبي في هذه الادارة كان مكثف بدرجة عدديه اكثر منها نوعية باستثناء الاجتهاد الشخصي لتطوير البرامج الفردية كل مدربة على حده..


بعد هذا التكدس الخبراتي المعرفي التدريبي كان لابد من رفع سقف التوقعات الذاتية لشخصي لأعود مجددا لدراسة الماجستير في لغة وثقافة مختلفة حيث كانت في بريطانيا ..

الخلاصة لما سبق من خبرتي الشخصية:
- التأمل 
- التساؤل 
- البحث 
- القراءة
- التدريب
- نقل الخبرة 
- التفرغ للتدريب 
- الاحترافية في التخصص
- التطوير المستمرللمعلومات والمهارات
- احترام مهنة التدريب ومسئوليتها


ماذا عنك انت ايها المتحمس والمتحمسة لأن تصبحو مدربين ؟

سأورد لكم خمس نقاط إجمالية تفتح افاقكم للتفكير مجددا في الدخول لعالم التدريب بإحترافية ام تجديد خياراتكم :


اولا: أنتم بحاجه لتجربة خبرة تطوير شخصية لمهاراتكم في حل مشكلة او اكتساب مهارة او تغيير عادة اي انكم بحاجه للعيش بتحدي يثبت انكم قادرين على تجاوزه بجدارة , حتى تكتشفون صدق همتكم في تحمل تبعات هذا العمل الذي تفوق  قيمة عطاءه مليارات الريالات .. بمعنى النية الصادقة في التحسين والتطوير تسبق الرغبة الملحّه في تكديس الاموال..

ثانيا: من لديه قدرة على تغيير ذاته ويريد ان يصبح مدرباً عليه تقبُل الرغبة في مشاركة الاخرين للنجاحات والتجارب .. بمعنى ان تعطي رغبة في العطاء تفوق الرغبة في الأخذ وبتواضع المتعلم مدى الحياة .. العلم بحر يتجدد ويتسع بنشره ..

ثالثا: اكتساب عادة القراءة وانتقائية ما تقرأ هي مهارة لازمة للمدربين المحترفين في مجال التخصص تحديدا وماحول التخصص ويتداخل معه .. بمعنى اقرأ في مجال التدريب والتخصص الدقيق لموضوعات التدريب وايضا اقرأ في مجالات قد ترتبط بمجالك الدقيق ليزداد تمكُن وثقة المدرب في نفسه .. كما ان المصادر الاخرى للمعلومات مفيدة الا ان القراءة هي الاداة الاكثر نضجاً في التغيير والتأثير.. 

رابعاً: الالتحاق بأكثر من برنامج تدريب مدربين حتى يكون لديك نماذج متنوعة من اساليب التدريب مع الحرص على البرامج التي يقدمها مدربين محترفين ناجحين من خلال قراءة سيرهم الذاتية , والعالم الحالي اكثر انفتاحا في مصادره من السابق .. هم نماذج وليسو قاعدة ثابتة لك حيث بداخلك عالم قد يكون اكثر تمكن في حال تم الاعتناء به وتطويره بعد اكتشافه ..

خامساً: يجب ان يكون لكل مدرب ومدربة رسالة خاصة في التدريب وكذلك قيم يؤمن بها وتشكل هويته في التدريب وايضا اهداف واضحة ومرسومة يسعى لتحقيقها .. مثل انجاز عدد معين من الدورات التدريبية مع الاهتمام بالجودة لأنها العلامة الفارقة في مستويات المدربين , او الهدف حيث الرغبة في العمل مع جهات معينة لتقديم برامج تدريبية متخصصة في زمن معين .. وغيرها من اهداف خاصة للمدرب ..

ماورد من السطور السابقة هي مقدمة بسيطة لعالم واسع وكبير من إحداث التغيير في الفرد والمجتمع والتدريب وسيلة واحدة فقط ..
دمتم بخير

لبنى القرعاوي

باحثة , خبيرة ومستشارة في التدريب والتطوير لأكثر من 15 سنة في الواقع وعالم الشبكات الاجتماعية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق