استهلال للحوار معك :
كلماتي هذه للتذكير لكل من اغلق على نفسه دائرة التمني وبقي فيها يتحسر عن حراك العالم من حوله وهو لازال يعتقد ان القيود اكثر من الفرص ..
دعني اخبرك عن السبب الحقيقي لشعورك وهو مقارنة انجازاتك بإنجازات الاخرين بدلا من "مقارنة انجازاتك ببعضها البعض" لذلك لديك قناعة عظيمة بأن انجاز ما لم يخلق لك ولأمثالك .. وحال كهذا الحال هو منك واليك لم يتدخل فيه احد .. ودعني اذكرك ايضا انه ربما تكون هناك مؤثرات سابقة حاضرة في قناعاتك لكن انتبه لواقعك اليوم فأنت قابل للتحرر مما يؤذيك وقادر ان تفهم اكثر عن من تكون واعتقد اننا نعيش في زمن من المخجل ان نقول فيه "لا اعرف ماذا أفعل" .. فكثير من مفاتيح التغيير متناثرة هنا وهناك وكثير من أبواب التغيير تفتح كل ثانية للبشر في أنحاء العالم .. فعلى سبيل المثال : لو أخبرتك انه بعد ٣ سنوات ستطرق باب التغيير في حياتك فرصة يُشترط فيها معرفتك او إتقانك للغة جديدة عليك فهل تظن انك ستبدأ الان في التعلم ؟
سأتركك تغرق في تأملاتك فأنت الأعرف عن ذاتك ولن يتفوق عليك احدهم مهما بلغ من التحليل والفهم ..
ومجددا ربما سيتركك العالم قابع لوحدك مع التمني الشاحب فلا احد يبحث عن المشاركة في الموت بينما الحياة مفتوحة أمامه فالإنسان الباحث عن الحياة هو مؤمن بإيجابية وجوده والثروات من حوله ولا يعرف دائرة التمني خاصتك بل هو منطلق الى عالم التجربة والمحاولة يسعى ان يجد له مكانة كبقية المنجزين فكلهم تجمعهم المثابرة على المحاولة بينما انت تجتمع مع بقية الدوائر الحزينة التى فقدت فتيل الحماس للحياة لأنك قبلت بكل حماقة قناغة ان الحياة لا تتجدد وان #الاختلاف ليس قانون كوني .. لقد صدّقت من أوهموك بأن فرص الحياة لديك انتهت ووجودك في دائرة التمني مسألة وقت حتى يدفنو جسدك وتنتهي بالنسبة لهم للأبد .. هل تخيلت فعلا انك ميت ؟ إذن من الذي يقرأ كلماتي ولازال يتفاعل معها وربما بكى من وجع الوصف؟ انه انت .. نعم انت ولازال في داخل صدرك قلب ينبض بالرغبة في الحياة ولازالت روحك تنتفض كعصفور نجى من العطش الذي كاد ان يودي بحياته .. انظر لذاتك هل شعرت بالخجل من تصرفاتك وتأثرك بتبعات ممارستها .. ماذا لو رفعت نظرك الى السماء هل تذكرت ان لنا رب علاّم الغيوب ويمنحنا كل يوم فرصة للعيش من جديد .. هل شعرت بخجل خاص لم تشعر به من سنين ؟ هل هو الخجل من مغدق النعم علينا الذي جعل فرصة العيش تتدفق في حياتك الى ساعة قراءة كلماتي وربما اكثر؟ ان الله يحتوي اخطائنا وتوبتنا فما بالك بخجلنا منه .. ابتسم بإمتنان عظيم لحصولك على فرص عيش متتالية وكن شجاع ببساطة البدء بالمحاولة والتجربة ستجد انك بالفعل خرجت من دائرة التمني الى الحياة الارحب ..
قفلة حرية الاختيار بين واقعك وواقع الاخرين:
اذا كنت لاتزال تقارن انجازاتك بإنجازات الاخرين فأنت امام اكثر الخيارات الرائجة وهي ان تتحرك الان الى الحياة او ان تحكم إغلاق دائرة التمني عليك اكثر من السابق لتذبل من تخطيطك لتدمير نفسك وعدم تقدير نعم العيش بأمان وفي كامل صحتك ولديك ما يسد جوعك ويستر جسدك ..
كن بخير وسلام
لبنى
ايرفاين كاليفورنيا
٢٥-١٠-٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق