بعض الذكريات تفتح شهيتك للحياة ففي كل مره تستعيدها بشكل عارض وبدون تهيئة نفسية مسبقة فانك تجد نفسك مبتسما ومتشبثا بشعور الذكرى التي لها قدرة التكرار في مخيلتك لا في واقعك لأنه مزدحم هو الاخر بتكوين وتكديس ذكريات ستستعيدها في المستقبل .. وهكذا تحتفظ كل ذكرى لذيذة بشهيتها التي تشبه نشوة المقرمشات بصوتها وطعمها مقارنة بمذاقات اخرى لا يصدر منها صوت وثقيلة في مكوناتها على المعدة والذاكرة في آن معاً ..
الذ الذكريات المقرمشة تلك التي لم تستعيدها كثيرا وتشعر ان في استرجاعك لها لأول او ثاني مره انها طازجة وقرمشتها الشعورية عالية منعشة تجعلك تنطلق في الابتسامة والضحكات احيانا بل وتحريض شركاء الذكرى بالمشاركة في تبهير القرمشة في محاولة لحقن يومك بمشاعر خاصة تم تكوينها والعيش فيها مسبقا ولا يمكن اضافة اي تعديلات عليها بإستثناء اطالة الحديث عنها والتأمل في حدوثها وتكوينها وسياقها لعل وعسى ان تجعل الذكرى المقرمشة لحظتك الحالية ذكرى مستقبلية مقرمشة ايضا ..
لبنى
كاليفورنيا- ايرفاين
٢٣ ديسمبر ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق